رسائل أسرى قبيل الإعدام
لقد تمكن الأسرى من إرسال رسائل إلى أهلهم في أي مكان وفي أي وقت، لكنّ الأسرى الذين قُرر إعدامهم أتيحت لهم فرصة واحدة لإرسال الرسائل إلى ذويهم، وكان ذلك قبل موعد إعدامهم بيوم ليخبروهم بذاك النبأ! وفيما يلي موجز من رسالة فؤاد حجازي إلى ذويه وقد تم نشرها بخط يده في صحيفة اليرموك يوم 18/6/1930:
" إذا كان لدي ما أقوله وأنا على أبواب الأبدية فإني أوجز القول قبل أن أقضي:
أخوي العزيزين يوسف وأحمد وفقكما الله. رجائي إليكما أن تفعلا بما أوصيكما به. أوصيكما بالتعاضد والمحبة الأخوية والعمل بجد واجتهاد على مكافحة شقاء الدنيا لإحراز السبق في مضمار هذه الحياة التي ستقضونها إنشاء الله بالعز والهناء."
ثم يعود ويخاطب أخاه أحمد ويقول: " أحمد ! السكينة السكينة، الهدوء الهدوء، ملابسي تحفظ شهراً ثم تغسل. ممنوع قطعياً تنزيل أي طقم عليّ سوى اللباس والفنيلة والكفن داخل التابوت.
البكاء، الشخار، التصويت، هذا ممنوع قطعياً لأنني لم أكن أرضاها في حياتي خاصة تمزيق الثياب.
يجب الزغردة والغناء، واعلموا أن فؤاداً ليس بميت بل هو عريس ليس إلا."
" يا والدتي... أوصيك وصية - والوصية كما قيل غالية- أن لا تذهبي إلى قبري إلا مرة في الأسبوع على الأكثر، ولا تجعلي عملك الوحيد الذهاب إلى المقبرة."
- فؤاد حجازي: مكان وتاريخ الميلاد: مدينة صفد 1904م، تاريخ الاعتقال: ....تاريخ الاستشهاد: 17/6/1939م، شنقاً في سحن عكا مع زملائه محمد جمجوم وعطا الزير في ثلاث ساعات متتالية.
الشهيد خريج الجامعة الأمريكية/ بيروت، شارك في أحداث ثورة البراق ( 1929).
- محمد خليل جمجوم: ولد في مدينة الخليل عام 1902، استشهد في سجن عكا في 17/6/1930 شنقاً بعد أخيه فؤاد، شارك في الأحداث الدامية التي تلت ثورة البراق، طلب من السجان أن يعدم قبل أخيه عطا، فرفض السجان، لكنه كسر قيده وهرع إلى حبل المشنقة ووضعه في عنقه وأرغم السجان على إعدامه وتم ذلك، وقد استقبل زائريه ومودعيه بالبذلة الحمراء.
- عطا الزير: ولد في مدينة الخليل عام 1895، استشهد في سجن عكا في 17/6/1930 شنقاً الساعة الثالثة بعد أخيه محمد جمجوم. كان شجاعاً شارك في التظاهرات ضد الإنجليز واليهود، شارك في أحداث ثورة البراق، استقبل زائريه ومودعيه يشد من عزتهم ويرفع معنوياتهم وهو بالبذلة الحمراء.
- جزء من رسالة الشيخ المجاهد " محمد محمود أحمد حسين" إلى أبيه قبل إعدامه بحبل المشنقة:
“ سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان من له الدوام ولا دوام غير الله....
لحضرة والدنا العزيز محمود احمد حسين المحترم، بعد تقبيل أياديكم والسؤال عن شريف خاطركم، مع كثرة الأشواق إليكم أعرفكم يا والدنا، إن سألتم عنا إننا سننتقل إلى رحمة اله تعالى يوم الاثنين الواقع في 25/7/1938، الساعة الثامنة صباحاً.......
فالرجاء يا والدنا أن تحضروا أنتم وجميع المحبين من أهل بلدنا لأجل رؤياكم، لأننا مشتاقون لكم عند وصول تحريرنا هذا قبل تنفيذ الحكم". *