هل الذكرى خيانة ؟؟؟

هل الذكرى .. خيانة ؟ !

قالت : كان في حياتي يوماً رجل أحببته من كل قلبي .. ثم فرقت الأيام بيننا .. والغريب أنه لم يكن مسئولاً عن النهاية .. وكنت أنا أيضا بريئة منها , ومضى كل منا في طريق .. تزوج هو وعاش حياته ولم أره منذ افترقنا .. وتزوجت أنا وأصبح الاّن عندي أبناء كبار وزوج أقدره وأحبه .. ولم أحاول يوماً أن أسأل عن الرجل الذي أحببته في أول حياتي , وخاصة أن زوجي رجل كريم الأخلاق في سلوكه وفضائله , ولكنني أبتسم أحياناًُ في خيالي .. وأنا أنظر إلى عيون ابنتي العروس وابني الشاب وألمح الشعيرات البيض في رأسي .. وأعود أسأل : لماذا تطوف في خيالنا أحياناً تلك الأشياء التي نسيناها .. وهل من حق الإنسان أن يذكر شيئاً مضى عنه واستراح ؟

إن ضميري أحياناً يؤنبني , فليس من حقي أن أذكر هذا الإنسان .. كما أن حياتي مليئة بزوجي وأبنائي وانا سعيدة بهم .. ومعهم .. والزمان مضى .. والعمر في خريفه .. لماذا نذكر ماضينا رغم أننا لسنا في حاجة إليه .. ولن نفيد منه شيئاً .. ثم أليست هذه خيانة ؟

قلت من الظلم أن أطلب من الناس أن يكونوا مثل أشرطة الفيديو بحيث نمسح الشريط تماماً ونسجل عليه مادة أخرى .. وقصة جديدة , ولا يبقى من القديم أي شي .. إذا كان هذا يحدث في دنيا الاّلات والمعدات , فلن يحدث أبداً في دنيا البشر .. لا يستطيع الإنسان أن يمسك سكيناً ويقطع بها كل الخيوط التي تربطه بالماضي .

أنت إنسانة أخلصت لزوجك كل هذا العمر وتحبين أبناءك , ولم تشاهدي هذا الرجل الذي طرق قلبك يوماً وسكن فيه .. ثم مضى عنك ومضيت عنه وأصبح شيئاً من ذكريات عمرك القديم .. وأنا لا ألوم إنساناً إذا طاردته ذكرياته في بعض الأحيان رغماً عنه .. ودون قصد منه .. فما أكثر الأماني التي أجهضتها الأيام , ولا نستطيع أبداً أن نطويها في رحلتنا .. وما أكثر الأشياء التي أخذت في أعماقنا مكاناً بعيداً واستراحت فيه .. ولكنها تعود أحياناً مع أغنية رقيقة .. أو رحيل فص من فصول السنة .. أو محطة قطار .. أو صوت كروان يبكي من بعيد في ليلة شتاء طويلة .. فالخريف يحمل لي أزاناً لا أجد لها أسباباً .. وقدوم الشتاء يشعرني بالوحدة .. والخوف .. ولا أعرف لذلك سبباً .. ولكنه القلب الذي يحتوي كل هذا العمر بأيامه الجميلة .. وذكرياته الحزينة .. ولا أستطيع أن أقطع قلبي وألقيه بعيداً عن جسدي حتى لا يذكر شيئاً من عمرى .. فاليوم وليد الأمس .. والغد امتداد لهما , والعمر سلسلة طويلة ممتدة متواصلة , وعمر الإنسان حصيلة من الأحداث والذكريات والرؤى , ولا يستطيع أبداً أن يقتطع شيئاً منه .. إنه يشبه البيت .. قد يأتي له ساكن جديد .. ولكننا لا نستطيع أبداً أن نسقط من سجل الذكريات من سكنوا البيت قبله , حتى لو هدمنا البيت كله .. سنجد من ياتي ويطوف حول أطلاله لأن له فيها عمراً .

وذكريات الإنسان ليست خيانه .. لأن الخيانة عمل اختياري يفعله قاصداً .. ولكن الذكريات تطوف في أعماقنا رغم إرادتنا .. وتذكرنا بها أشياء صغيرة .. وهذا الرصيد من الذكريات هو الذي يحتوي خبراتنا وتجاربنا ويرشد خطانا ويرتقي بمشاعرنا .

وقد يشعر زوجك بنفس مشاعرك حينما تطوف برأسه ذكريات أيام جميلة عاشها قبلك وهو يسمع أغنية قديمة من أغاني عبد الوهاب .. هناك بعض البشر الذين يتركون في حياتنا ذكريات طيبة وجميلة , ومن الصعب أن ننساهم وتتحول مشاعرنا معهم إلى نوع من الإعزاز والتقدير ولا يستطيع الإنسان أن ينساهم ولو حاول ..

وقد يرى البعض أن ذلك خيانة .. وأنا أرى ذلك نوعاً من الإخلاص للعمر .. وليس في ذلك خيانة روح أو ضمير .. لأن استرجاع الذكريات حق مشروع للإنسان مادام لا ينعكس على سلوكه وتصرفاته تجاه الاّخرين

إن ذكرياتي حق من حقوقي .. ولعلنا نذكر جميعاً قصة الرسول عليه الصلاة والسلام مع السيدة خديجة , وكيف كان يذكرها بعد رحيلها رغم حبه الشديد لعائشة حتى غضب منها يوماً عندما قالت له عن السيدة خديجة ما هي إلا عجوز وعوضك الله خيراً منها , فغضب عليه الصلاة والسلام وقال لها : والله ما عوضني خيراً منها . وهذا هو الوفاء .

إن ذكرياتنا تزورنا أحياناً وتلقي علينا ظلالها وتمتحنا بعض الدفء إذا اشتد علينا الصقيع .

لا أستطيع ان ألوم عصفوراً إذا طافت عليه ذكريات عش بناه وشاءت الأقدار ألا يسكنه .. فقد أصبح هذا العش جزءاً عزيزاً من ذكرياته , ومن الخطأ أن نحاسب العصافير كما نحاسب الكمبيوتر حين ينسف كل برامجه .. هناك أشياء سوف تبقى رغم إرادتنا .. ورغم أنف الكمبيوتر وزمانه القبيح .

اجمل شيء الذكرى

فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان

الذكرى من اجمل الاشياء بحياتنا

يسلمو ياسمينه

حياتانا كلها عبره عن ذكريات منها اللى بنبتسم لما نفتكره

ومنها اللى بيفكرنا بألم بنحاول ننساه
تسلم ايديك بجد موضوع جديد

اكيد يا وليد

اجمل ما في الحياة الذكرى

تسلميلي يا همسات

وشكراً لمرورك الرائع

تسلميلي يا دينا
كلك زووووء والله

واكيد الذكرى جميلة مهما كانت
بتفكرنا باشياء حلوة
او بتفكرنا بآلام قاسية
فالذكرى ذكرى